أهداف التسويق بالمحتوى

بدون أهداف محددة واستراتيجيّة واضحة تستند إلى فهم دقيق للتسويق بالمحتوى، سوف يصبح المحتوى الذي تقدّمه مجرد ضوضاء لا ترضي أيًا من زبائنك.

يمثل هذا الهدف أبرز أهداف التسويق بالمحتوى، إذ إن إنشاء محتوى مفيد وممتع كفيل بتعزيز ثقة جمهورك بك.

فمن خلال المحتوى، سوف يلاحظ جمهورك خبرتك في مجال عملك ومعرفتك بالمواضيع التي تناقشها، وسوف يحصلون على فكرة عن شخصيتك، وفوائد التعامل معك.

يقضي غياب الثقة على معدّلات التحويل، في المقابل يُعد المحتوى القيّم أفضل وسيلة لبناء الثقة.

مع ذلك، يتوقف العديد من المسوّقين عند هذه المرحلة، ورغم أهميتها إلا أنها ليست سوى البداية.

يجب أن يكون المحتوى الذي تقدّمه جذابًا بما فيه الكفاية لاستقطاب الروابط، والمشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

لماذا؟ لأن هذه هي الطريقة التي يعثر بها العملاء الجُدد عليك.

ومهما بلغ عدد العملاء الحاليين لديك، يجب أن تسعى للحصول على عملاء جُدد بشكل ثابت حتى تظل أعمالك فعالة وسارية.

في الحقيقة يرجع السبب في ازدهار معظم الشركات إلى قدرتها على حل مشاكل عملائها، والتي قد تشمل المشاكل الصحيّة، والتربويّة، والماليّة، والتجاريّة، والتقنيّة، وغيرها.

عندما تفهم مشاكل عملائك المحتملين، فإنك تصبح أقدر على مساعدتهم، وصياغة رسالتك التسويقيّة.

لذلك يجب أن تتيح برامج التسويق بالمحتوى مساحة لأسئلة الجمهور، إمّا من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو تعليقات المدوّنة، أو من خلال عقد لقاءات عبر الإنترنت للإجابة على الأسئلة والاستفسارات.

اكتشف المشكلات التي يسأل جمهورك عنها، واستخدمها لتوجيه محتواك في المستقبل.

من الواضح أن اكتشاف مشكلات الزبائن المحتملين والتوقف عند هذا الحد ليس كافيًا، إذ يتوجب عليك تقديم حلول لهذه المشكلات.

ولكن استراتيجية المحتوى الجيّدة لا تكتفي بإخبار الزبون المحتمل بأن المنتج يستطيع حل مشكلته، وإنما تستعرض كيفية ذلك بطريقة عمليّة.

يبحث عملاؤك المحتملون عن وسائل لحل مشكلاتهم، ولكنهم في ذات الوقت يبحثون عن مشاكل أخرى محتملة.

لذلك قد يكون المحتوى وسيلة رائعة للإجابة على اعتراضات الزبائن المحتملين، ومعالجة المخاوف التي تحول دون إقدامهم على الشراء.

هل يمثل السعر مشكلة لعملائك المحتملين؟ اكتب محتوى تستعرض فيه كيف توفر منتجاتك المال على المدى البعيد.

هل يعتقد عملاؤك بأن منتجك معقد وصعب الاستخدام؟ اكتب محتوى مبسطًا يظهر كيفية البدء باستخدامه من الصفر.

باختصار، افهم المخاوف التي تمنع عملاءك من الشراء، وفكر بطرق إبداعيّة لمعالجة هذه المخاوف من خلال المحتوى الذي تقدّمه.

تُعد رواية القصة من أفضل استراتيجيات التسويق بالمحتوى، وهي طريقة رائعة تسمح للعملاء بالحصول على فكرة عن منتجك قبل تجربته فعليًا.

استخدم المحتوى لاطلاع عملائك على طبيعة منتجك والخدمات التي تقدّمها.

تُعد الشراكات من أفضل الطرق لتحقيق أهداف شركتك مهما كانت طبيعة تلك الأهداف. وعندما تتمتع بالحماسة وتقدّم محتوىً رائعًا، فإن هذه الحماسة سوف تجلب لك الشركاء المحتملين.

تحتاج كل شركة إلى استقطاب عملاء جُدد، ولكن أكبر فرص النمو تأتي غالبًا من تعزيز العلاقة مع العملاء الحاليين.

فالولاء القوي يدفع العملاء إلى العودة للشراء منك مرارًا وتكرارًا، وترويج منتجاتك وخدماتك للآخرين.

وحتى لو لم تكن تستهدف أحدًا بالمحتوى التسويقي سوى عملائك الحاليين، فما زال باستطاعتك الاستفادة من تحسين التواصل مع هؤلاء العملاء.

وفي هذا الصدد، يمكنك إنشاء محتوى مفيد ومبسط لتوضيح آلية عمل منتجاتك وخدماتك للعملاء الذين اشتروا منك بالفعل.

هل تفكر في إعادة تقديم منتجك الأساسي؟ هل تحاول تحسين عرض البيع الفريد؟ هل ترى مشكلة في الأفق قد يرغب عملاؤك في حلها؟

انشر هذه الأفكار في المحتوى الذي تقدّمه، ولاحظ تفاعل الجمهور معها، لمعرفة ما يثيرهم ويجذب انتباههم.

يمثل المحتوى طريقة رائعة ومنخفضة المخاطرة لتجريب الأفكار الجديدة، فهو يسمح لك بمتابعة ردود فعل الجمهور تجاه هذه الأفكار.

يعتقد الكثير من مسوّقي المحتوى أن هذا الهدف هو الدافع الأوّل لصناعة المحتوى، ولكن ذلك ليس صحيحًا، فمحرّكات البحث تجد أن المحتوى الذي تقدّمه قيّم ومفيد عندما يجده القرّاء كذلك.