ماهو التسويف - أسباب التسويف وعلاجه
يقوم الجميع بتأجيل الكثير من الأشياء لعدة أسباب، لكن ستجد أن أسلوب حياة المماطلون هو تجنب المهام الصعبة وقد يتعمدون تشتيت أنفسهم لإضاعة الوقت. تعكس المماطلة في الكثير من جوانبها صراعات مع ضبط النفس بالإضافة إلى عجز الإنسان على التنبؤ بشكل صحيح بما سنشعر به غدًا أو في اليوم التالي.
التسويف بالانجليزي
"Procrastination"
الباحثون عن الكمال غالباً مماطلون؛ من طبيعة النفس البشرية المعروفة عدم التعامل مع مهمة أبداً من البداية لتجنب احتمالات التقصير في آدائها. قد يزعم العديد من المماطلون أنهم يؤدون بشكل أفضل تحت الضغط، لكن أظهرت الأبحاث أن الأمر ليس كذلك، بل أنهم يستخدمون هذه الطريقة لتبرير تأجيل الأمور.
والبيئة الحالية التي نعيش فيها مليئة بالعوامل التي تساعد على التسويف فجميع الوسائل التكنولوجية الحديثة وغيرها توفر أرضًا خصبة لذلك.
فما هو التسويف؟ وما هي أسباب التسويف و كيفية التعامل معها؟
ما هو التسويف؟
أسباب التسويف و كيفية التعامل معها؟
تقدر الاحصائيات أن خُمس البالغين و نصف الطلاب يقومون بالمماطلة و تأجيل المهمات. وتشمل الآثار السلبية المترتبة على المماطلة ضعف الآداء، وضعف الصحة العقلية والجسدية، وزيادة التوتر والقلق والشعور بالذنب.
و قد أشارت دراسات التسويف أنه "سلوك نمطي انهزامي يتميز بفوائد قصيرة المدى، وتكاليف طويلة الأجل."
لماذا نفعل ذلك إذًا؟
على الرغم أنه لا يزال يجب إجراء العديد من الأبحاث، يميل الباحثون إلى الاتفاق أن السبب وراء قيام أي فرد بالتسويف يختلف من شخص لآخر. و أن "العلاج" يكون بالاستجابة لتلك الأسباب الخاصة بكل شخص على حدة.
فيما يلي 9 أسباب شائعة قد تؤدي إلى المماطلة، إلى جانب بعض الاقتراحات لتساعدك على البدء في اتخاذ إجراءات بشأن كل واحد:
1. رمي التعاطف الذاتي في مهب الريح. في مجلة الذات و الهوية (Self and Identity) أشار الباحثون أن الأفراد الذين أظهروا تعاطف مع الذات أقل، يميلون إلى الشعور بالتوتر أثناء المهام أكثر. مما يزيد من احتمالية أن يلجأوا للتسويف.
2. تعلُّم التسويف و التأجيل من أشخاص قدوة بالنسبة لك. والداك، أخوتك، أو نماذج قدوة أخرى مهمة قد أظهروا موقف "مماطلة"، و من ثَمّ قمت أنت بتبني هذا الموقف لك.
3. الاعتقاد بأنك ستكون غير فعال في هذه المهمة. و قد تفكر "أنا لا أعرف حتى كيف أفعل ذلك!"
4. أن يكون لديك تحيز ضد نوع معين من المهام، ربما تعتقد أنك سيء في هذه المهمة، أو أنك رأيت أشخاص آخرين يجدون صعوبة في نوع معين من المهام. فتبدأ في الاعتقاد "يمكنني فعل أشياء أخرى، ولكن ليس هذا."
5. أن يكون لديك تحيز ضد نوع معين من المهام، ربما تعتقد أنك سيء في هذه المهمة، أو أنك رأيت أشخاص آخرين يجدون صعوبة في نوع معين من المهام. فتبدأ في الاعتقاد "يمكنني فعل أشياء أخرى، ولكن ليس هذا."
6. تقديرك للوقت الذي ستحتاجه لإنهاء المهمة يكون قليلًا بحد كبير. كما أنك تقلل أيضًا من مدى السرعة التي ستقوم بها. فيما يعرف بـ (خطأ التخطيط)
7. أن يكون تركيزك أقل على مكاسب المستقبل، و أكثر على مكاسب الحاضر. يطلق العلاج العقلاني الانفعالي(REBT) على ذلك "المتعة قصيرة المدى". هذا التركيز على مكاسب الحاضر يؤدي إلى انخفاض القدرة على تحمل الإحباطات و خيبات الأمل. وسوف تصبح أقل قدرة على المثابرة عندما تسوء الأمور.
8. أن يكون سعيك للكمال عائق في طريقك. أنت تستمر في التفكير "يجب أن يكون مثالي." و هذا يتطلب معايير كثيرة و صعبة تمنعك حتى من البدء.
9. أن يكون الاكتئاب أو القلق المزمن ( أو حالات أخرى) سبب التأخر في إنجاز مهامك. يمكن أن تعرف أو تشك أنك تعاني من مرض نفسي، وأن آثاره تقلل من دوافعك، و تركيزك، و مثابرتك.
10. عدم القدرة على تحمل الانزعاج يقودك إلى الانسحاب من المهمة. يعتقد العلاج العقلاني الانفعالي أن التسويف غالبا يأتي من الاعتقاد بأنه يجب تجنب الانزعاج. و أنك تقوم بالمماطلة و التسويف كلما شعرت بعدم الارتياح نفسيًا أو جسديًا.
صفات المسوفين
السمات الشخصية للمماطلون
تظهر الأبحاث أن هناك سمات شخصية معينة يتميز بها المماطلون:
قليل الاجتهاد
الاجتهاد هو الميل إلى التنظيم والانضباط والتركيز وانجاز المهام. كلما قل اجتهاد الشخص، كلما زادت من احتمالية أن يلجأ إلى التسويف. وهذه السمة هي أقوى مؤشر على احتمالية أن يكون شخصًا مماطلا.
الاندفاع
الاندفاع هو الميل إلى التصرف على هواه، بدون تخطيط مسبق، ودون النظر في العواقب المستقبلية للأفعال.
انخفاض الكفاءة/ الفعالية الذاتية
المماطلون غالبا ما يعانون من انخفاض الكفاءة الذاتية، مما قد يزيد من احتمالية المماطلة في بعض الحالات، كما هو الحال في المواقف التي يعتقدون فيها أن مهمة معينة سيكون من الصعب للغاية عليهم التعامل معها.
قلة احترام الذات
يعكس احترام الذات الطريقة التي يقدر بها الناس قيمتهم الخاصة. يعاني المماطلون غالبا من قلة احترام الذات، و يعتقدون أن عدم قدرتهم على آداء المهام بطريقة جيدة و في الوقت المناسب يعني أنهم أشخاص غير مناسبين للعمل، و الذي سيزيد من احتمالية أن يلجأوا للمماطلة في بعض الحالات.
العُصابِيَّة
العصابية هي الميل لأن تكون أكثر عرضة للمشاعر السلبية والضغط النفسي. على الرغم أن العصابية في العموم لا ترتبط بالميل إلى المماطلة، هناك بعض الحالات يمكن أن تتسبب فيها بعض جوانب العصابية أن يلجأ الشخص للتسويف. و قد يعاني بعض الأشخاص العصابيون من زيادة مستويات الضغط و القلق كنتيجة للتسويف.
السعي وراء الإحساس
السعي وراء الإحساس هو الميل إلى البحث عن إثارة في حياتك، غالبا ما تكون مقترنة بزيادة القابلية للملل. بعض الأشخاص الذين يلجأون للمماطلة يكون نتيجة للسعي وراء الإحساس، و ذلك من خلال محاولاتهم لإضافة بعض الإثارة للمهام المملة عن طريق تأجيلها لآخر وقت قبل موعد التسليم النهائي مباشرة.
انخفاض القُبُول
القبول يعني الميل للاهتمام بالآخرين و التعاون معهم. بعض الأشخاص المماطلون يلجأون للتسويف نتيجة لانخفاض قبولهم بين أقرانهم. فعندما يقومون بالتسويف يكون كفعل تمرد ضد ممثلي السلطة، لأنهم يرفضون أن يتم إعطاؤهم مهام، أو مواعيد نهائية من قِبَل ذلك الشخص.
من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن هذه الارتباطات ليست ذات أهمية كبيرة عند فحص الأشخاص على نطاق واسع ، إلا أنه قد تكون هناك حالات فردية يمكن أن تتأثر بالتسويف بسبب هذه العوامل.
أعجبك المقال ؟