الحرية المالية – عشرة خطوات للوصول اليها

بالتأكيد إن كلَّ واحد فينا يُريد أن يُصبَحَ مستقلاً ماديّاً، ولكن لماذا هناك عدد قليل فقط من يمتلك هذه الاستقلالية او الحرية المالية؟ أحد أسرار تحقيق الحرية المالية هو أنه لا يحدُث بشكل سهل أو مفاجئ، بل يحتاج إلى رسمِ خطة مفصّلة والالتزام بالخطة بحذافيرها.

نسرد هنا عشر خطوات لو التزمت بها فسوف تكون في الطريق الصحيح 

خطة مفصلة لتحقيق الحرية المالية

يُعَدّ وضع ميزانية المصاريف الشهرية والالتزام بها أفضل طريقة لضمان تسديد جميع الفواتير والالتزامات، والاحتفاظ ببعض المُدَخرات أيضاً، هذا الروتين مناسب جداً لتعزيز فُرصك في تحقيق أهدافك المالية ويقوي عزيمتك في مواجهة مغريات الكماليات والتفاخر.

الطريقة الوحيدة للاستفادة من فرص الاستثمار هي أن تمتلك أموالاً لاستثمارها، إذ إن العوائد الناتجة عن أصولك يمكن أن تغير حياتك.

من الصعب البدء في عملية تحقيق الحرية المالية (Financial independence) عندما تكون مديناً للبنوك أو لأشخاص آخرين، حيث يجب أن يكون هدفك هو الخروج من الديون في أسرع وقت ممكن، مع ذلك يمكن أن يكون لديك محددات زمنية مختلفة للتخلص من الديون بكافة أشكالها. على سبيل المثال يمكنك الالتزام بإلغاء ديون بطاقتك الائتمانية في غضون خمس سنوات، أو تسديد قرض الطالب الخاص بك خلال 10 سنوات، أو رهنك العقاري خلال 15 عاماً. هذا ليس حلاً سريعاً لمشاكل ديونك الحالية لكنه يضعك على الطريق الصحيح. وبمجرد الخروج من الديون من أي نوع، حاول أن لا تقترض أبدًا أي دين آخر. 

التفكير على المدى الطويل هو صفة مميزة يمكن استغلالها لتحقيق الثروة والحرية المالية (Financial independence) بغض النظر عن مستوى دخلك. هناك عدة اعتبارات للثروة طويلة الأجل والتي تختلف من شخص لآخر. إذا كنت طبيباً أو محامياً، فأنت بحاجة إلى قضاء ساعات طويلة بعد سنوات من التعليم والتدريب التخصصي للحصول على راتب، ومع ذلك فإن هذا الراتب لا يُترجم بالضرورة إلى ثروة. وعلى المدى البعيد، يمكنك اتخاذ عدد من الخطوات التي تساعدك على الوصول إلى الحريّة الماليّة، مثل التأكد من امتلاك الأمان الوظيفي في عملك، والسعي للحصول على ترقية، أو العمل من أجل الحصول على عمولات أكبر. 

يمكن الاعتماد على بعض هذه الخيارات  للحصول على دخل طويل الأجل بالإضافة إلى وظيفتك أو كوسيلة لكسب المال في أيام العطلة والإجازة. 

مثلما تقوم بتنويع محفظتك الاستثمارية، يجب عليك أيضاً تنويع طريقة جني الأموال، لم يعد كل من الاقتصاد وسوق العمل مستقرين كما كانا قبل عقدين من الزمن، لذلك عليك أن تكون مستعدًا للتغلب على الصعود والهبوط في السوق.

على سبيل المثال، إذا كان لديك وظيفة بدوام كامل، اعمل على إنشاء عمل جانبي. لن يوفر لك ذلك مصدر دخل إضافيًا للمدخرات وخفض الديون فحسب، بل قد يشكل أيضاً بديلاً عن الوظيفة التي ستفقدها في فترة الركود المستقبلية.

يمكنك الحفاظ على تقدم حياتك المهنية من خلال الحفاظ على مهارات العمل الخاصة بك، وزيادة قيمتك بالنسبة لصاحب العمل، حيث يجب أن ترشح نفسك للترقيات حيثما أمكن، وأن تجعل نفسك منفتحاً على فرص أفضل مع أصحاب العمل الآخرين، أما إذا كنت تعمل لحسابك الخاص، فهذا يعني أن تعمل بثبات للانتقال بعملك إلى المستوى التالي.

إن العمل على تطوير حياتك المهنية يشبه الاستثمار في نفسك. إنها إحدى أفضل الطرق للحصول على عائد جيد على استثمارك، سواء كنت تعمل براتب أو تعمل لحسابك الخاص.

إذا كنت تعمل لحسابك الخاص، فهذا يعني أن لديك الكثير من "الرؤساء" الذين تخدمهم. لذا اسأل هؤلاء "الرؤساء / العملاء" بشكل دوري كيف يمكنك خدمتهم بشكل أفضل. لقد فعلت هذا في الماضي من خلال استطلاعات بسيطة. أنا أسأل ببساطة عن التحديات التي يواجهونها وكيف يمكنني خدمتهم بشكل أفضل. كلما استطعت أن تخدم الناس بشكل أفضل، كلما زادت القيمة التي تقدمها، وازدادت فرصة حصولك على دخل أعلى. 

من أسهل الأعذار التي يتخذها الناس لعدم ادخار ما يكفي هو أنه لا يتبقى أي مكان في الميزانية بعد أن يأخذوا في الحسبان جميع الضروريات الأخرى. عندما يكون الادخار والاستثمار هو العنصر الأخير في الميزانية، فإنه لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه. 

نحن نعيش في ثقافة استهلاكية حيث يكون الخط الفاصل بين الرغبات والاحتياجات ضبابيًا في أحسن الأحوال، وبالتالي فإن الدفع لنفسك أولاً يعد طريقة رائعة للتأكد من إعطاء الأولوية لما هو مهم. لخصها وارن بافيت بشكل جيد، قائلًا "لا تدخر ما تبقى بعد الإنفاق، ولكن أنفق ما تبقى بعد الادخار."

كيف يبدو هذا في الممارسة؟ حدد هدف الادخار أولاً، سواء كان 10٪ أو 20٪ أو أكثر من راتبك. بعد ذلك، بمجرد تخصيص هذا المال جانباً، يمكنك النظر إلى المنزل أو السيارة التي تستطيع شراءها بما تبقى.

على الرغم مما تخبرك به بعض العناوين المثيرة في الأخبار، فلن تحقق الحرية المالية (Financial independence) فقط من خلال التخلي عن عادتك في شرب القهوة كل صباح أو عدم تناول الأفوكادو أبداً مرة أخرى، نعم يجب أن تبذل قصارى جهدك للإنفاق بوعي، وفقط في المجالات التي تحقق لك قيمة فعلية، ولكنك احذر من التوفير في الأمور الصغيرة مع إهمال الأمور الكبيرة والتي تستهلك القدر الأكبر من نفقاتك. 

اختر الفئة الأقل أهمية بالنسبة لك وابدأ من هناك، إذا كنت تعمل لساعات طويلة كل أسبوع ولا تقضي الكثير من الوقت في المنزل على أي حال، ففكر في العثور على مكان أرخص للعيش فيه، أو إذا كنت في مدينة كبيرة بها نظام نقل عام شامل تأكد مما إذا كان بإمكانك تعلم العيش بدون السيارة، جرب تحضير وجبات لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى لا تضطر إلى دفع ثمن الغداء في العمل كل يوم، وحتى يكون لديك عشاء تم إعداده بالفعل عندما تعود إلى المنزل متعبًا من العمل وتميل إلى الطلب فقط. 

أفكار أخيرة

قد يكون الطريق المؤدي إلى الحرية المالية (Financial independence) صعبًا للغاية، خاصة في البداية عندما تكون معتادًا على عيش حياتك والإنفاق ببذخ. 

يعد تغيير العادات أمراً ضرورياً لتحقيق الحرية المالية وحتى تعيش حياتك وفقًا لشروطك الخاصة دون القلق بشأن النفقات. العمر لا يهم عندما يتعلق الأمر بالتوفير، بغض النظر عن عمرك ودخلك، يمكنك تحديد هدفك والبدء في الادخار في أي عمر، لكن البدء في وقت مبكر أفضل دائمًا. في النهاية، سوف يفيدك هذا القرار على المدى الطويل، لا تنس أنها معركة مع نفسك وعليك الفوز بأي ثمن، أنت تعرف ما تريد وكيف تحققه. لا تركز على المال كثيرًا، وبدلاً من من الضغط على نفسك في التعامل مع الشؤون المالية، ركز على الحلول، ستشعر بمزيد من الثقة والراحة، اتخذ قرارات صعبة، وغير عاداتك واجعلها روتينية. نأمل أن تساعدك النصائح المذكورة أعلاه في تحقيق هدفك.