الفرق بين التفاوض والاقناع – تعلم أيهما تستخدم ومتى

هل سبق لك أن وجدت نفسك في موقف كنت تحاول فيه إقناع شخص ما بفعل شيء ما، لكنه لم يتخلى عن رأيه؟ أو ربما كنت تحاول التوصل إلى اتفاق مع شخص ما، ولكنك بغض النظر عما قلته لم تستطع إيجاد أرضية مشتركة بينكما.

نظرًا للحاجة إلى استثمار الكثير من الوقت والجهد في هذه المساعي، فإنه من المهم فهم الفرق بين الإقناع والتفاوض وكيفية التعامل مع كل منهما بشكل صحيح، حيث سنتعمق في هذا المقال بتوضيح الفروق بين هذين النهجين، ونستكشف معًا كيف يمكن لفهم الفرق بينهما أن يساعدك على أن تكون أكثر نجاحًا في الحصول على ما تريد.

تعريف الإقناع والتفاوض

ثمة بعض الفروقات الأساسيّة بين الإقناع والتفاوض، فالإقناع يشمل التوضيح والتأثير والمناظرة، أمّا التفاوض فهو يعني استكشاف الحاجات، والقيود، والدوافع، والأولويات، بهدف خلق فهم أفضل لدى كلا الطرفين، وتسهيل تبادل المصالح بينهما. 

لتعريف كليهنا بشكل اوضح:

الإقناع هو فعل تتخذه لإقناع شخص ما بفعل شيء ما أو تصديق شيء ما من خلال تقديم بعض الحجج أو الأدلة له، لذا فهي محاولة أحادية الجانب تتم للتأثير على معتقدات شخص ما أو أفعاله، ولا تتطلب أي مفاوضات مباشرة أو حل وسط، حيث يمكن استخدام الإقناع في مجموعة متنوعة من الإطارات، بما في ذلك العلاقات الشخصية والتسويق والخطابة العامة.

ماهو الإقناع

الإقناع هو التأثير و عملية جعل الطرف الآخر يفعل ما تريده أنت.

والتفاوض من ناحية أخرى، هي عملية التوصل إلى اتفاق أو حل وسط من خلال المناقشة والتسوية، وتشمل طرفين أو أكثر لديهم مستوى معين من الإهتمام المشترك أو إمكانية التسوية، ولديهم القدرة على التأثير على النتيجة من خلال المناقشة والتسوية، حيث يمكن استخدام التفاوض في مجموعة متنوعة من الإطارات، بما في ذلك الأعمال التجارية والسياسة والعلاقات الشخصية.

ماهو التفاوض

التفاوض التفاوض هو طريقة يقوم الناس من خلالها بتسوية الخلافات بطريقه ترضي كل الاطراف. إنها عملية يتم من خلالها التوصل إلى حل وسط أو اتفاق مع تجنب الجدل والنزاع.

ولكن أيهما يجب أن تستخدم التفاوض أم الإقناع؟

في البداية، جرّب إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرك أكثر من مرّة، ولكن اعلم أنك قد تواجه نهاية مسدودة، وأن الطرف الآخر قد لا يتفق معك مهما كررت عرضك.

أمّا إذا لم تجد استجابة من الطرف المقابل، فيجب عليك حينها أن تعيد صياغة عرضك بطريقة أكثر إقناعًا، أو أن تنتقل إلى أسلوب التفاوض، الذي يزيد من احتماليّة وصولك إلى النتيجة المطلوبة. 

إن نجاح الإقناع لا يعتمد على قوّة الحجّة بقدر ما يعتمد على عذوبة الكلمات واستخدام الأسلوب الملائم، ولطالما كانت الكلمة أكثر قوّة من المنطق.

غردها

ما هي الجوانب التي يتشابه بها الإقناع والتفاوض؟

يتشابه الإقناع والتفاوض من حيث أنهما ينطويان على محاولة التأثير على أفكار أو معتقدات أو أفعال شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، حيث تتضمن كلتا العمليتين تقديم قضية أو حجة في محاولة لإقناع الطرف الآخر بتبني وجهة نظر معينة أو اتخاذ إجراء معين.

ويتضمن كل من الإقناع والتفاوض أيضًا فهم احتياجات ودوافع الطرف الآخر وتصميم حججك أو مقترحاتك لتلبية تلك الاحتياجات، وغالبًا ما تتضمن كلتا العمليتين أيضًا مستوى معينًا من الأخذ والعطاء، حيث يعمل كل طرف على إيجاد حل مفيد لبعضهما الآخر.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن كل من الإقناع والتفاوض استخدام مهارات الاتصال والشخصية، مثل الاستماع الفعال، والقدرة على التعبير بوضوح عن موقف المرء، والقدرة على الرد على حجج الطرف الآخر.

بشكل عام، يتشابه الإقناع والتفاوض من حيث أنهما ينطويان على استخدام مهارات الاتصال والشخصية للتأثير على أفكار أو معتقدات أو أفعال طرف آخر.

ما هي الجوانب التي يختلف بها الإقناع والتفاوض؟ وما هي الأساليب والتكتيكات التي يتم استخدامها في منهما؟

يتشابه الإقناع والتفاوض من حيث أنهما ينطويان على محاولة التأثير على أفكار أو مشاعر أو سلوكيات شخص آخر، ومع ذلك، هنالك بعض الاختلافات الرئيسية في الأساليب والتكتيكات المستخدمة في هاتين العمليتين:

الأساليب:

غالبًا ما يتضمن الإقناع استخدام أسلوب اتصال أحادي الاتجاه، حيث يقدم المقنع حجته ويتوقع من الجمهور قبولها، في حين التفاوض ينطوي على أسلوب اتصال ثنائي الاتجاه، حيث يحاول الطرفان بكل جهد التوصل إلى اتفاق.

التكتيكات:

في الإقناع، قد تشمل التكتيكات استخدام النداءات العاطفية وبناء المصداقية واستخدام الأدلة الاجتماعية لدعم حجتك، في حين أن التفاوض، قد تشمل تكتيكاته وضع قواعد أساسية متفق عليها بشكل متبادل، وتحديد أرضية مشتركة، وتقديم تنازلات للوصول إلى اتفاق مفيد للطرفين.

بشكل عام، يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الإقناع والتفاوض في درجة تأثير كل طرف على النتيجة، في الإقناع، يحاول أحد الطرفين التأثير على الآخر، بينما في التفاوض، يحاول الطرفان التأثير على بعضهما البعض من أجل التوصل إلى اتفاق مفيد للطرفين.

هل يمكن استخدام الإقناع والتفاوض معًا، أم أنهما نهجان يستبعد أحدهما الآخر؟

يمكن استخدام الإقناع والتفاوض معًا، حيث يكمل كل منهما مفهوم الآخر، في الواقع، غالبًا ما يكون الإقناع مكونًا رئيسيًا للتفاوض الناجح، لأنه يتضمن محاولة التأثير على الطرف الآخر لتبني وجهة نظر معينة أو اتخاذ إجراء معين.

على سبيل المثال، أثناء التفاوض، قد يستخدم أحد الطرفين تقنيات مقنعة، مثل تقديم البيانات والأدلة لدعم موقفه، أو جذب مشاعر الطرف الآخر، أو استخدام المنطق والعقل لتقديم حجة قوية لاقتراحه.

وبالمثل، يمكن أن تكون المفاوضات نفسها شكلاً من أشكال الإقناع، لأنها تنطوي على تقديم أفكار المرء والعمل مع الطرف الآخر لإيجاد حل مفيد للطرفين، إذ يمكن أن يشمل ذلك إقناع الطرف الآخر بقبول شروط أو شروط معينة، أو إقناعه بتبني مسار عمل معين.

بشكل عام، يمكن استخدام الإقناع والتفاوض معًا باعتبارهما مقاربتين متكاملتين في عملية محاولة التأثير على أفكار أو معتقدات أو أفعال الطرف الآخر.

كيفية الاستخدام الفعال للإقناع والتفاوض في المواقف المختلفة

تعتمد الطريقة الأكثر فعالية لاستخدام الإقناع والتفاوض في المواقف المختلفة على الاحتياجات والأهداف المحددة للحالة، فضلاً عن دوافع ومصالح الطرف الآخر، حيث نقدمة لكم بعض النصائح العامة لاستخدام الإقناع والتفاوض بشكل فعال كما يلي:

● حدد أهدافك وغاياتك بوضوح قبل الدخول في موقف الإقناع أو  التفاوض

● فهم دوافع ومصالح الطرف الآخر

● استخدم مهارات الاتصال والاستماع الفعالة لبناء علاقة وإنشاء أرضية مشتركة

● استخدم المنطق والعقل لتقديم حجة مقنعة لموقفك

● في التفاوض، كن مستعدًا لتقديم تنازلات وإيجاد حلول مفيدة للطرفين

● تجنب استخدام التلاعب أو التكتيكات الخادعة، واحترم استقلالية الآخرين وقدراتهم على صنع القرار.

كيف يمكنني تحسين مهاراتي في الإقناع والتفاوض؟

يمكن أن يكون تحسين مهارات الإقناع والتفاوض ميزة قيمة تضيفها الى كل من حياتك الشخصية والمهنية، إليك بعض النصائح لمساعدتك على تحسين هذه المهارات:

1. تعرف على جمهورك: 

لإقناع شخص ما أو التفاوض معه بشكل فعال، تحتاج إلى فهم احتياجاته وقيمه ودوافعه، حيث سيساعدك هذا الأمر على تكييف حججك ومقترحاتك وفقًا لمصالحهم.

2. التواصل بوضوح ودقة:

 عند الإقناع أو التفاوض، من المهم أن تكون واضحًا ومختصرًا في اتصالاتك، فهذا سوف يساعد الطرف الآخر على فهم وجهة نظرك ويسهل عليه النظر في اقتراحك.

3. استخدم الأدلة لدعم حججك: 

يمكنك تقديم أدلة لدعم وجهات نظرك لتجعلها أكثر إقناعًا، حيث يمكن أن تكون بيانات أو أمثلة أو شهادات من الآخرين.

4. تدرب على الاستماع الفعال: 

يتضمن الاستماع الفعال الانتباه إلى ما يقوله الطرف الآخر، بالإضافة إلى استخدام لغة جسده والإشارات غير اللفظية، فذلك سوف يساعدك هذا على فهم وجهة نظرهم والقدرة على الاستجابة بالشكل المناسب.

5. كن منفتحًا على التسوية: 

في حين أنه من المهم الدفاع عن مصالحك الخاصة، إلا أنه من المهم أيضًا أن تكون منفتحًا على التسوية، حيث يمكن أن يساعدك ذلك في إيجاد حلول مفيدة للطرفين وبناء الثقة مع الطرف الآخر.

6. حافظ على الهدوء والثقة: 

يمكن أن يكون السلوك الهادئ والواثق له تأثيرًا فعّالًا في إقناع الآخرين أو التفاوض، كما وقد يساعدك في الحفاظ على تركيزك وتجنب الارتباك أو الاندفاع.

7. الممارسة: 

مثل أي مهارة، يتطلب الإقناع والتفاوض بعض الممارسة للتحسين، ضع في اعتبارك إيجاد فرص لممارسة هذه المهارات في بيئة آمنة منخفضة المخاطر.

أسئلة متكررة

ما هو الفرق بين الإقناع والتفاوض؟

الإقناع هو فعل تتخذه لإقناع شخص ما بفعل شيء ما أو تصديق شيء ما من خلال تقديم الحجج أو الأدلة له، في حين أن التفاوض هو عملية التوصل إلى اتفاق أو حل وسط من خلال المناقشة والتسوية.

متى يتم استخدام الإقناع؟

يُستخدم الإقناع عادةً في المواقف التي تحاول فيها التأثير على معتقدات شخص ما أو أفعاله، ولا تمتلك القدرة على التفاوض المباشر أو المساومة معه.

متى يتم استخدام التفاوض؟

يُستخدم التفاوض عادةً في الحالات التي يوجد فيها مستوى معين من الإهتمام المشترك أو إمكانية التسوية، ولدى كلا الطرفين القدرة على التأثير على النتيجة من خلال المناقشة والتسوية.

هل يمكن استخدام الإقناع والتفاوض معًا؟

نعم، يمكن استخدام الإقناع والتفاوض معًا، حيث يتم استخدام الإقناع لبناء علاقة وإنشاء أرضية مشتركة مع الطرف الآخر، بينما يمكن استخدام التفاوض للوصول إلى اتفاق مفيد للطرفين.

هل الإقناع والتفاوض أخلاقيان دائمًا؟

يمكن أن يكون الإقناع والتفاوض أخلاقيًا أو غير أخلاقي، اعتمادًا على كيفية استخدامهما، وننوه هنا على أهمية احترام استقلالية الآخرين وقدراتهم على صنع القرار، وعدم استخدام التكتيكات المتلاعبة أو الخادعة في الإقناع أو التفاوض.

فريق روّاد

تركز منصّة رُواد على نمو العلامات التجارية والمؤسسات والوصول الى جمهورها المستهدف من خلال تجارب و استراتيجيات رقمية رائدة

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}