إذا كنت ترغب في بدء رحلة الادخار، فالخطوة الأولى لك هي التعرف على طرق الادخار المختلفة التي يمكنك اتباعها، كما ومن المهم أن تعرف أن الادخار ليس بالأمر السهل، ولكنه يتطلب الكثير من الصبر والتخطيط والانضباط، ولحسن الحظ، هنالك العديد من الطرق التي يمكنك اتباعها للادخار وتحقيق أهدافك المالية.
إحدى أكثر الطرق شيوعًا للادخار هي إعداد ميزانية شهرية والالتزام بها، إذ يمكنك البدء بتحديد النفقات المتوقعة وتقديرها بدقة، ومن ثم تحديد المبلغ الذي ترغب في وضعه جانبًا كمدخرات، ويمكنك تحقيق ذلك عن طريق إنشاء حساب توفير، حيث يفضل أن يكون مفتوحًا في بنك آخر عن حسابك الجاري، وتحويل المبلغ المحدد إليه كل شهر، كما ويمكنك أيضًا تحديد نسبة معينة من دخلك للادخار، مثل 10٪ من دخلك الشهري.
أما إذا كنت ترغب في طريقة أكثر تحديًا للادخار، فيمكنك تجربة تحدي الادخار لمدة 52 أسبوعًا، ويتطلب هذا التحدي البدء بادخار دينار واحد أو فئة نقدية واحدة من عملة بلدك في الأسبوع الأول، ثم ادخار ديناريْن في الأسبوع الثاني، وثلاثة دنانير في الأسبوع الثالث، وهكذا حتى الوصول إلى ادخار 52 دينارًا في الأسبوع الأخير، كما ويمكنك تحديد المبلغ الذي ترغب في ادخاره بنفسك، والعمل على زيادة المبلغ بمعدل أسبوعي إذا كنت ترغب في ذلك.
أهمية الادخار
الادخار هو عملية حفظ جزء من الدخل للاستفادة منه في المستقبل، وهو عادة ما يتم بتحديد نسبة معينة من الدخل الشهري وتخصيصها للادخار، إذ يعتبر الادخار من العادات الصحية المالية التي يجب على الفرد اتباعها لتحقيق الاستقرار المالي والأهداف المستقبلية.
التخطيط المالي
التخطيط المالي هو عملية تحديد الأهداف المالية ووضع خطط لتحقيقها، وهو عامل أساسي في عملية الادخار، فعندما تحدد أهدافك المالية وتضع خططًا لتحقيقها، ستكون قادرًا على تحديد المبالغ التي يجب عليك حفظها شهريًا لتحقيق تلك الأهداف.
تحديد الأولويات
تحديد الأولويات هو عملية تحديد الأهداف التي تحتاج إلى الأولوية في الادخار، وهو عامل آخر مهم في عملية الادخار، فعندما تحدد الأهداف التي تحتاج إلى الأولوية، ستكون قادرًا على تحديد المبالغ التي يجب عليك حفظها شهريًا لتحقيق تلك الأهداف.
يمكن تحقيق الادخار عن طريق تحديد نسبة معينة من الدخل الشهري وتخصيصها للادخار، ويمكن أيضًا تحقيق الادخار عن طريق تقليل النفقات الشهرية وزيادة الدخل الشهري.
يعتبر الادخار أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستقرار المالي وتحقيق الأهداف المستقبلية، حيث يمكن أن يساعدك الادخار في تحقيق الأهداف التالية:
- شراء منزل أو سيارة جديدة
- تحقيق الاستقرار المالي
- التقليل من الديون
- تحقيق الأهداف التعليمية
- تحقيق الأهداف الاستثمارية
وبالتالي، فإن الادخار يعتبر عاملًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار المالي والأهداف المستقبلية، إذ يجب على الفرد اتباعه لتحقيق تلك الأهداف.
طرق الادخار
يعتبر الادخار أحد العادات الجيدة التي يجب على الشخص اعتمادها في حياته اليومية، حيث يساعد على تحقيق الاستقرار المالي والتخطيط للمستقبل. وفي هذا القسم، سنتحدث عن بعض الطرق الفعالة التي يمكنك اتباعها للادخار.
الادخار الشهري
يعد الادخار الشهري من أسهل الطرق لتحقيق الاستقرار المالي، حيث يمكنك تحديد مبلغ معين من دخلك الشهري وتخصيصه للادخار، ويمكنك تحقيق ذلك عن طريق إنشاء حساب توفير في البنك وتحويل المبلغ المخصص للادخار فيه، كما ويمكنك أيضًا تحديد نسبة معينة من دخلك الشهري وتخصيصها للادخار، وبذلك ستتمكن من تحقيق الاستقرار المالي بشكل أسرع.
تقسيم المصروف الشهري
يعد تقسيم المصروف الشهري من الطرق الفعالة للادخار، حيث يمكنك تحديد المبالغ المخصصة لكل مصروف وتحديد الأولويات. ويمكنك تحديد نسبة معينة من دخلك الشهري وتخصيصها للمصروفات الأساسية مثل الإيجار والفواتير، وتحديد نسبة أخرى للمصروفات الأخرى مثل الترفيه والهوايات. وبهذه الطريقة، ستتمكن من الادخار بشكل فعال وتحقيق الاستقرار المالي.
الادخار السنوي
يعد الادخار السنوي من الطرق الفعالة للتخطيط للمستقبل، حيث يمكنك تحديد هدف معين والعمل على تحقيقه عن طريق الادخار، كما ويمكنك تحديد المبلغ المخصص للادخار السنوي وتوزيعه على الأهداف المختلفة مثل شراء سيارة أو منزل أو تمويل دراسة الأولاد، فبهذه الطريقة، ستتمكن من تحقيق الأهداف المالية الكبيرة بشكل أسرع وتحقيق الاستقرار المالي.
الاستثمارات
إذا كنت تريد الحفاظ على مستوى جيد من الاستقرار المالي في المستقبل، فإن الاستثمارات هي الخطوة التالية الأفضل لك بعد الادخار، حيث يمكن للاستثمارات أن تساعدك على زيادة دخلك وتحقيق أرباح عالية على المدى الطويل. في هذا القسم، ستتعرف على أنواع الاستثمارات المختلفة والتي يمكن استثمارها لتحقيق أفضل النتائج.
أنواع الاستثمارات
هناك العديد من أنواع الاستثمارات التي يمكنك الاستثمار فيها، ومن بينها:
- صناديق الاستثمار المتداولة
- الأسهم والأسواق المالية
- العقارات
- السندات
يمكن لكل نوع من هذه الاستثمارات أن يحقق لك أرباحًا مختلفة، إلا أنه ينبغي عليك أن تفحص كل نوع من هذه الاستثمارات وتحديد النوع الذي يناسب احتياجاتك وميزانيتك.
الاستثمار في الذهب
يعتبر الذهب من أفضل الاستثمارات الآمنة والمضمونة، حيث يمكن للذهب أن يحافظ على قيمته على المدى الطويل.، كما ويمكنك الاستثمار في الذهب بأشكال مختلفة، كما في الأمثلة الآتية:
- شراء الذهب الفعلي عن طريق شراء العملات المعدنية أو الحلي المصنوعة من الذهب
- الاستثمار في صناديق الذهب المتداولة
- الاستثمار في شركات التعدين التي تقوم بإنتاج الذهب
عند الاستثمار في الذهب، يجب عليك أن تتأكد من شراء الذهب من مصادر موثوقة وأن تفحص جودة الذهب قبل الشراء.
باختصار، يمكن للاستثمارات أن تساعدك على تحقيق أرباح عالية على المدى الطويل، إلا أنه ينبغي عليك البحث والتحقق من كل نوع من الاستثمارات واختيار النوع الذي يناسب احتياجاتك وميزانيتك.
المخاطر المصاحبة للاستثمار
عندما تقرر الاستثمار، فإنه يجب عليك أن تكون على علم بالمخاطر المصاحبة لهذا القرار. فالاستثمار يعتبر شكلًا من أشكال المخاطرة، وقد تفقد بعض أو كل رأس المال الذي قمت بالاستثمار به. ومع ذلك، فإنه يمكن أن يكون الاستثمار مفيدًا جدًا إذا تم اختياره وتنفيذه بشكل صحيح.
تعتمد المخاطر المصاحبة للاستثمار على نوع الاستثمار الذي ترغب في القيام به. فمثلاً، فإن الأسهم تعتبر استثمارًا عالي المخاطر، حيث يمكن أن تزيد قيمتها بشكل كبير خلال فترة وجيزة، ولكن يمكن أن تنخفض قيمتها بشكل كبير أيضًا. وبالمثل، فإن السندات تعتبر استثمارًا منخفض المخاطر، حيث يمكنك الحصول على عوائد ثابتة، ولكن لا يمكن أن تحقق أرباحًا كبيرة.
يجب أيضًا أن تكون على علم بالمخاطر المصاحبة للاستثمار في الأسواق الناشئة، فعلى الرغم من أن الاستثمار في هذه الأسواق يمكن أن يحقق أرباحًا كبيرة، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا عالي المخاطر، وتشمل هذه المخاطر التضخم، والتغيرات السياسية، والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، والتغيرات في أسعار الصرف.
ومن المهم أيضًا أن تكون على علم بالمخاطر المصاحبة للاستثمار في العقارات، فعلى الرغم من أن الاستثمار في العقارات يمكن أن يحقق أرباحًا كبيرة، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا عالي المخاطر، ومن هذه المخاطر التغيرات في أسعار العقارات، والتغيرات في الاقتصاد، والتغيرات في السياسة الحكومية، والتغيرات في الطلب على العقارات.
الفرق بين الادخار والاستثمار
إذا كنت ترغب في البدء في الادخار، فمن المهم أن تعرف الفرق بين الادخار والاستثمار، حيث يوجد هناك عدة فروق بينهم، ويمكن أن تؤثر هذه الفروق على نتائجك المالية.
يشير مفهموم الادخار إلى وضع الأموال جانبًا للحفاظ عليها وتحقيق أهداف محددة في المستقبل، حيث يمكن أن يتم الادخار في حساب التوفير أو حساب الجاري أو حتى في المنزل، كما ويتم استخدام الادخار لتحقيق أهداف محددة مثل شراء منزل، أو تحقيق الاستقلال المالي، أو تمويل التعليم، ويمكن أن يكون الادخار مفيدًا أيضًا للحفاظ على سيولة النقدية وتحقيق الأهداف المالية القصيرة الأجل.
من ناحية أخرى، يشير مفهوم الاستثمار إلى شراء الأصول مع الأموال المدخرة بهدف الحصول على عوائد مالية، حيث يمكن أن يتم الاستثمار في الأسهم أو السندات أو العقارات أو السلع، ويتم استخدام الاستثمار عادة لتحقيق أهداف مالية طويلة الأجل مثل التقاعد أو تحقيق الثروة، كما ويمكن أن يكون الاستثمار مفيدًا لزيادة رأس المال وتحقيق الأهداف المالية الطويلة الأجل.
يعد الادخار عملية أكثر أمانًا من الاستثمار، حيث يتم فيها وضع الأموال في حساب مصرفي آمن، إلا أنه من الممكن أن يكون العائد على الادخار أقل من العائد على الاستثمار، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون الاستثمار عملية أكثر خطورة حيث يتم فيه شراء الأصول التي قد ترتفع أو تنخفض قيمتها، إلا أنه في نفس الوقت يمكن أن يكون العائد على الاستثمار أعلى من العائد على الادخار.
عندما تقرر بين الادخار والاستثمار، يجب أن تأخذ في الاعتبار الأهداف المالية الخاصة بك ومدى التحمل للمخاطر، إذا كنت تبحث عن الأمان والاستقرار المالي، فقد تفضل الادخار، أما إذا كنت ترغب بالحصول على عائد مالي أعلى فقد تفضل حينها الاستثمار.
الخلاصة
بعد قراءة هذا المقال، أصبح بإمكانك تحديد أهمية الادخار والتخطيط للمستقبل المالي لك ولعائلتك، حيث يمكنك الاستفادة من العديد من الطرق المتاحة للادخار، بدءًا من تحديد الأولويات في الإنفاق وانتهاءً بفتح حساب توفير في البنك.
يمكن استخدام الأدوات المتاحة لتحديد النفقات والميزانية الشهرية للمساعدة في الادخار، كما ويمكنك أيضًا تحديد الأهداف المالية الطويلة والقصيرة المدى، والتي يمكن أن تساعدك في تحديد الميزانية الشهرية والادخار بشكل أفضل.
لا تنسَ أن الادخار يتطلب صبرًا وتحملاً، ولكنه يمكن أن يؤدي إلى تحقيق الأهداف المالية المرجوة والحصول على الاستقرار المالي والنفسي. استخدم الأدوات والموارد المتاحة، وتحدث مع مستشار مالي إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في تحديد أفضل الخيارات المتاحة لك.
